الجمعة، 13 مارس 2015

إبراهيم عبدالفتاح نكهة مميزة بعبق الصبر والمثابرة







ضيف الحلقة الثانية لبرنامج #نكهات_ مبتعث هو المبتعث لدرجة البكالوريس إبراهيم عبدالفتاح ، المحارب للسرطان بكل ثقة وإيمان بالله عزوجل. لم يكن جمال الحلقة الثانية للبرنامج "وجبة غداء خفيفة" طاغي على جمال روح العزيمة والإصرار في قصة إبراهيم . حقيقة لايعرف طعم الألم والمعاناة إلا من تجرع نصيبا منها . ولكوني معاصرة لمعاناة وتجربة مرض السرطان مع والدتي حماها الله ورفع عنا وعنها وعن المسلمين أجمعين كل بلاء ووباء وحزن وألم، وجمع لها ولكل من اشتكى من المسلمين مابين الأجر والعافية ، فأنا فخورة جدا باللون الأخضر المضيئ في شخصية إبراهيم . وسأروي لكم بكل أمل وفرحة كما سمعت من صاحب القصة شخصيا، وسأحاول جاهدة بإختصار سرد جانب بسيط من قصته، ولعل ماخفي من روعة الصبر واليقين كان أعظم. 

تلقى إبراهيم خبر إصابته بالسرطان للمرة الأولى في نفس اليوم الذي تلقى فيه خبر البشارة بحمل زوجته والفرحة بإنتظار المولود الأول . ما أصعب اللحظات عندما تمتزج لحظة الألم مع لحظة الفرح. ولكن الصبر والرضا بالقضاء والقدر كان هو المحرك الأول لقناعات إبراهيم وثباته.

وتمرالأيام ثقيلة مع مراحل العلاج والعملية ويشفى بفضل الله إبراهيم تدريجيا. ويفرح ببشارة الأطباء له بأنه شفي تماما ولا عودة للمرض مرة أخرى. ولكن تشاء الأقدار ويعود المرض ليهاجم إبراهيم بشراسة رغم التحدي والمواجهة العصيبة المستمرة. ويفاجأ مرة أخرى بنتيجة عودة المرض إليه في نفس اليوم الذي تلقى فيه خبر ولادة ابنه الأول. وتعود مشاعر الحزن لتختلط مع الفرح مرة أخرى. ولكن في هذه المرة بقوة أكبر وبعزيمة أعلى وبإيمان أقوى بأن من خلق الداء خلق معه الدواء ،وأن المحن والمصائب ماهي إلا منعطفات نمربها لتشعرنا بقيمة النعم التي نملكها والتي لاتعد ولاتحصى من حولنا ، وأن المؤمن مبتلى ، وأن للصابرين بابا في الجنة ، وأن مع العسر يسرا. سبحان الله اللطيف ، يبتلي ويعافي . يتلقى إبراهيم خبر نتائج الفحوصات مع أجمل خبر تنتظره حواس أي أب في الوجود، في أول مره خبر حمل زوجته وفي المرة الثانية صرخة طفله الأولى. الله أكبر ما يأخذ إلا ليعطي. وإذا أعطى أجزل. وإذا شكرنا زاد وأكرم. 

كانت التجربة أقسى ولكن الثبات أقوى. وكان وقود الصبر الذي يدعم إبراهيم في تلك الفترة متمثلا في أشياء يتعايش معها ، منها مشاهدة جلسات العلاج الكيماوي لصغار السن الذين يعانون من السرطان في ريعان طفولتهم في المستشفى التخصصي في جدة. وكذلك ذهابه إلى أمريكا لإجراء عملية استئصال الورم ومرافقة والده له أثناء فترة العلاج في الخارج ، حيث ترك والده كل شى ليكون بجانب ابنه في لحظاته العصيبه والصعبة. أيضا كان لوجود والديه حوله رغم إنفصالهما معنى مختلف رغم مرارة الموقف، وجودهما بجانبه في تلك اللحظات المؤلمة دعم معنوياته بإحساس عميق وجميل جعله ينسى ألم المرض ومعاناة العلاج الكيماوي فرؤيتهما حوله كفيلة بمسح الألم ، ودعائهما له بقلب المحب الصادق بلسم العلاج الشافي برحمة الله. 

خرج إبراهيم من التجربة بفارق كبير في حياته .كانت منعطف أضاف له أكثر مما أخذ منه. ومنحته نظرة تفاءل بغد مشرق . وبعد الشفاء بقدرة الله عزوجل وتخطي مراحل العلاج كاملة. رنت في مسامعه كلمات الأطباء التي لم تكن ترحم مسامع أب شاب في مقتبل عمره وزهرة شبابه " لن تستطيع الإنجاب بعد العلاج والشفاء ". ولكن الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي قادر على كل شئ.

وتمر الأيام بنعمة الصحة والعافية بقدرة الله ورحمته التي وسعت كل شئ ، ويتلقى إبراهيم البشارة بترقب مولوده الثاني.  والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات هاهو إبراهيم اليوم بيننا مبتعث في بريطانيا يكمل المسيرة في تحقيق أحلامه ، ويضيئ اللون الأخضر لمن حوله. ليثبت أن من صبر ظفر . وأن الصبر والرضا بالقضاء والقدر بوابة النجاة ومفتاح النجاح. 

ضيفنا العزيز إبراهيم أضاف لنا نكهة جميلة ليست فقط تحضير "وجبة غداء خفيفة" إنما تعلمنا من تجربته الشخصية أن الرضا والصبر والعزيمة والإرادة هي وقود الحياة . 

شكرا إبراهيم كنت ضيف خفيف على القلب .. وراسخ في العقل. تمنياتنا لك وللجميع بدوام الصحة والعافيه ، وبالتوفيق في الدنيا والآخرة.



أترك لكم متعة المشاهدة : رابط الحلقة الثانية من #نكهات_ مبتعث مع ضيفنا العزيز إبراهيم 


إبراهيم brhom9119@ , وكثير ممن مثله يحملون الروح الإيجابية ويسعون لنشر ثقافة التعايش مع المرض "بدل من الموت قبل الموت" بحسرة المعاناة والضعف والهزيمة. هؤولاء يستحقون منا أكبر دعم وتشجيع ، وإعجاب بروح العزيمة والصبر والمثابرة التي يتحلون بها ويسعون لنشرها حولهم . 


وفي إنتظار إبداع ونكهات متميزة من الجميع . شكرا لمشاهدينا الكرام على الدعم  والتشجيع . ونردد دوما هذا الجهد والكمال لله عزوجل . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق